الدعوة الإسلامية

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الدعوة الإسلامية

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

الدعوة الإسلامية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الدعوة الإسلامية

بسم الله الرحمان الرحيم المرجو من جميع الإخوان و الأخوات التسجيل و المساهمة في هذا المنتدى جزاكم الله خير الجزاء


    ظاهرة التشرد

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 190
    تاريخ التسجيل : 05/02/2011

     ظاهرة التشرد Empty ظاهرة التشرد

    مُساهمة من طرف Admin الأحد فبراير 13, 2011 6:20 pm

    سوريا: القبض على 20 طفلاً يومياً



    وحيد تاجا
    - دمشق

    26/07/2001







    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    على مثل هذه الأعمال
    الهامشية يعيشون






    عادل وماهر، هما ولدان لامرأة تزوجت من رجل يكبرها بأربعين
    عامًا، لكنه سرعان ما عجز بعد سنوات قليلة، واحتاج إلى من يوفر له الدواء والغذاء،
    وعندما ازداد المرض والجوع، أطلقت الأم عادل وماهر إلى شوارع العاصمة، بعد أن
    لقنتهما أساليب التسول، ومد اليد، والبكاء لاستعطاف المارة، وهم الآن يجوبون
    الشوارع حفاة ونصف عراة، ويعودون في المساء إلى أمهم يلقون شقاء يومهم في جحيم
    حضنها.


    وأما عائلة "ع" التي تشردت بأكملها بعد أن قتلت
    الأم زوجها بالتآمر مع عشيقها، وبعد أن سجنت الأم وعشيقها لجأ الأولاد إلى العمة،
    التي لم تستطع تلبية احتياجات الأولاد الخمسة إضافة إلى أولادها الذين يقابلون
    عددهم؛ لذا وجدوا الرصيف مكانًا يرتزقون من مخلفاته يبعيون الجرائد والعلكة
    والدخان، ويمسحون زجاج السيارات.


    مثل هذا الأمر ليس ضربًا من الخيال، وإنما من واقع الحياة،
    التي تلفظ أطفالاً هم ضحية غيرهم، ليتشردوا على طرقاتها يطلبون المال، وكسرة
    الخبز، وسريرًا من إسفلت وغطاء من هواء.


    أمام المطاعم للإحراج


    ويتمركز معظم هؤلاء الأطفال المشردين، لأسباب كثيرة وعديدة،
    في الساحات العامة ومواقف السيارات والشوارع الرئيسية التي ترتادها الطبقات
    الميسورة، خاصة أمام المطاعم؛ لإحراج طالبي الوجبات بالجوع والعوز، وذلك في محاولة
    إجبار الناس بالطرق المختلفة لإعطائهم ما يريدونه، من خلال إدعائهم الفقر والجوع
    والمسؤولية عن عائلة، أو منهم في حالة الصرف على الأيتام والتحدث بقصص مأساوية
    وغريبة.


    ومن مظاهر هذه الآفة الاجتماعية اندفاع الأطفال عند إشارات
    المرور لمسح زجاج السيارات، مقابل مبلغ يصبح ممتازًا في الساعات الأخيرة من
    النهار، أو بيعهم بعض الأشياء التي قد لا تعطي مردودًا ماديًا، لكنها بمظهرها هي
    نوع من التسول، عدا عن المشهد الذي بات جزءًا من الأسواق العامة، وزوايا الشوارع
    ومنعطفات الطرق، الذي نرى فيه رجلاً أو امرأة، وبجانبهما طفل صغير يغيب لونه من
    شدة الأوساخ العالقة به، يرددون عبارات يستعطفون بها المارة، ويطلبون المساعدة
    لهذا الطفل اليتم أو المريض أو المعتوه، والذي غالبًا ما يتم استئجاره، للممارسة
    هذه المهنة.


    أما على أبواب المساجد فهم يتجمعون في أوقات الصلاة مرددين
    عبارات الخنوع والذل والرحمة بحالهم. والمظهر الآخر من التسول المشروع، هو الذي
    يقبل فيه عدد من الأطفال على نبش أكياس القمامة وتمزيقها للحصول على العلب
    المعدنية، التي يبيعونها إلى المعامل لإعادة تصنيعها.


    عصابات منظمة


    والمشكلة أنه لم تعد تقتصر الحالات على أمور فردية، فقد ثبت
    أن أطفال التسول الآن يتبعون لعصابات منظمة، فقد اكتشفت كل من وزارة الشؤون
    الاجتماعية والعمل ووزارة الداخلية وجود من يستغل هؤلاء الأطفال المشردين في
    عمليات التسول، وقد قامتا بتسيير دوريات عديد لإلقاء القبض عليهم وتحويلهم إلى دور
    مكافحة التسول، في محاولة لقمع هذه الظاهرة المتزايدة.


    وقد ذكر مدير الخدمات في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل
    "عماد العز"- نقلاً عن صحيفة "الثورة" السورية الرسمية- أن
    الوزارة قامت بخطوات عديدة، منها استبدال بعض العاملين والمشرفين في دار التسول
    لأسباب أهمها بروز عصابات جديدة أو أشكال جديدة من التسول لم تكن معروفة في
    المجتمع السوري سابقًا، إضافة إلى ازدياد الأعداد بشكل لافت لا سيما في العاصمة
    دمشق.


    ويضيف مدير الخدمات أنه يتم إدخال مابين 15 إلى 20 متسولاً
    يوميًا إلى دار التسول، وهو ما اضطرنا إلى وضع أكثر من 16 عنصرًا للمراقبة في
    معاهد الرعاية الاجتماعية والعمل، ويتم استبدالهم في كل شهر بعناصر جديدة، كما يتم
    تسيير دوريات دائمة في الصباح ودوريات مكثفة في المساء، وقد تم إيداع 33 متسولاً
    خلال خمسة أيام في دمشق.


    وتشير معطيات الأحداث إلى وجود عصابات منظمة تدير عملية
    التسول، فقد أقدمت مجموعة من الشباب مؤلفة من 15 شابًا من حي المالكي أكثر الأحياء
    رقيًا وثراء حيث ترجلوا من سيارات فخمة ليعترضوا إحدى دوريات الشرطة المؤلفة من
    أربعة عناصر ويصطدموا معهم لإخلاء سبيل مجموعة من المتسولين كانت الدورية قد ألقت
    القبض عليهم وضعتهم في سيارة تابعة للشرطة، وهو ما يدل على طبيعة ونوعية العصابات
    الحامية للتسول الآن".


    الأسرة.. الغياب يعني كارثة


    وتبدأ أسباب التشرد بالأسرة، كما يقول دكتور عالم الاجتماع
    "توفيق داود": "الأسرة هي التي يقع على مسؤوليتها تقديم الرعاية
    اللازمة لأفرادها، لتكوين إنسان سليم يتمتع بنمو جسمي ونفسي وعقلي وانفعالي.
    ونظرًا إلى التغييرات الكثيرة فقدت الأسرة العديد من وظائفها، ومن المكانة التي
    كانت تمنحها لأفرادها، ويبرز "وليم جود" أهمية الوظائف الوسيطة للأسرة
    بين الفرد والمجتمع، هذه الوظائف التي يسميها وسائل صقل وقمع وتأثير".


    ويضيف ظاهرة التشرد هي ظاهرة عالمية معاصرة، تطال الكبار
    والصغار، الذين أفرزتهم نظم وأخلاقيات المجتمعات المعاصرة بجوانبها الاقتصادية
    والسياسية، والتي ازدادت الهوة بين خطابها الأخلاقي وممارساتها الفعلية، فقد دعت
    تلك النظم إلى الحرية دون الأخذ بعين الاعتبار " اللاضرر واللاضرار ".


    والتغير الذي طال الأسرة التقليدية والحديثة معًا، أدى إلى
    وقوع أضرار مباشرة على المجتمع، وكأن المعني والمقصود في هذه التغييرات والتبدلات
    هو الهجوم على المؤسسة الإنسانية الأولى وهي "الأسرة".


    كما أن تفكك الأسرة المعنوي، في ظل غياب التفاهم والود وحسن
    المعاملة بين الزوج والزوجة، يترك أثرًا خطيرًا على تربية الأبناء، وكثيرًا ما
    يؤدي إلى تشردهم، إضافة إلى عامل هام وهو تدني مستوى الفهم التربوي للوالدين، وهو
    ما يدفع الأبناء لعدم التواجد في المنزل لساعات طويلة تجعلهم عرضة للتشرد
    والانحراف.


    عالم شديد التيه


    وقد أولى الدكتور "توفيق" تردي الوضع الاقتصادي
    أهمية كبرى في ظاهرة التشرد؛ إذ قال: إنه يدفع بالأسرة إلى السكن غير الملائم
    صحيًا، ضمن أحياء شديدة الازدحام، لا يتوفر فيها الحد الأدنى من الشروط السكنية
    الإنسانية حيث تغيب الحدائق كليًا، وأماكن لعب الأطفال والمكان الوحيد الذي يمضي
    فيه الأطفال معظم أوقاتهم هو الشارع الضيق، الأمر الذي يجعل من العسير وغير اليسير
    على الأسرة الإشراف والمراقبة على الأولاد، فيحيون حياة التشرد والتسكع، ويلقى بهم
    في دروب الرزيلة عرضة لكل لون من ألوان الانحراف.


    وأضاف "الحال الاقتصادي المتردي للأسرة يعد سببًا
    حقيقيًا لتشرد الأبناء، الذين يتسربون من مدارسهم للعمل، وقد يصل المآل بهم إلى
    التشرد والانحراف والاستغلال، بل إن هناك بعض الأعمال حكرًا على الأطفال، وهي مهن
    من النوع الوضيع في سلم التقييم الاجتماعي؛ إذ يمارسون أعمالاً، مثل: مسح الأحذية،
    وبيع السجائر، والوقوف على الطرقات لمسح زجاج السيارات، وبيع الخبز على الأفران
    إلى آخر ما هنالك من مهن تشكل المقدمات الأولى لانخراط الأطفال في عالم شديد
    التيه".


    الجروح النفسية هي الأخطر


    وعن التوصيف الدقيق للحالة النفسية التي يعيشها هؤلاء
    الأطفال المشردون تقول الإخصائية النفسية "جمانة غضبان": لا بد في
    البداية من الاعتراف أن كل طفل متشرد هو حالة نفسية خاصة، تنتج عن ظروف تعرض لها،
    وعن طبيعته المختلفة عن غيره، وبالتالي لا نستطيع أن نحدد بدقة مواصفات عامة
    بالطفل المتشرد.


    وتضيف "جمانة غضبان" ولكن يلاحظ أن هولاء الأطفال
    يعانون غالبًا من الحركة الزائدة، أو ما يُسمَّى بفرط النشاط، قلة في التركيز،
    الاكتئاب، ومشكلات سلوكية مختلفة، منها: الخجل والانطواء على أنفسهم والعدوانية
    الواضحة في تصرفاتهم، وأغلبهم يعاني من سلس بولي، ويقومون بسلوكات غير محببة
    اجتماعياً كأن يتلفظون بكلمات نابية.


    وتضيف أيضًا وكل ما يظهر من سلوكاتهم يدل على تمردهم على
    القوانين الناظمة للمجتمع، فلا توجد لديهم حدود أو ضوابط أخلاقية متعارف عليها في
    مجتمعهم، بل يظهرون كراهيتهم ورفضهم لمختلف الأعراف والتقاليد، نتيجة المعاناة
    والظروف القاسية والخبرات السلبية التي تركت آثارها عمقًا في إحساسهم بهويتهم
    وإنتمائهم إلى أسرة ومجتمع لم يُؤمِّنا لهم الإشباع العاطفي الذي يساعدهم على
    النمو النفسي والاجتماعي والعقلي السوي، وبالتالي فهذا ما يجعلهم وإن كبروا
    أشخاصًا مجروحين، يعانون من قلق داخلي كبير، يدفعهم نحو سلوكات مضادة للمجتمع.


    وأخيرًا تقول "جمانة غضبان": فالطفل المتشرد
    يتعرض للاستغلال والانتهاك بكل أشكاله، وعلى مختلف الأصعدة، وهو ما يؤدي إلى نشوء
    هذا الإنسان الفاقد للثقة بنفسه والحاقد على مجتمعه، والغير قادر على المساهمة في
    بناء وتطوير المجتمع بل على العكس قد يكون معيق لذلك".


    طوق النجاة


    يقول د. توفيق:" لاريب في أن التشرد حالة بعيدة عن
    الإنسانية فحتى بعض المجتمعات الحيوانية تحافظ على أبنائها، وتقدم لها الرعاية
    اللازمة، فكيف حال المجتمع الإنساني، وبالتالي ظاهرة التشرد هي ظاهرة اجتماعية
    تشكل خطرًا حقيقيا، فالفرد المتشرد عرضه للاستغلال الجسدي والنفسي، الأمر الذي
    يجعل منه مصدرًا للرذيلة والفساد والفجور الأخلاقي والأمراض، فلا بد من تجنب
    الانعكاسات السلبية لظاهرة التشرد من خلال:


    - قيام الأسرة والمؤسسات الأهلية بالأدوار الاجتماعية
    المناطة بها، للمحافظة على كيان الأسرة وللحد من هذه الظاهرة، بتقديم العون المادي
    والمعنوي للأسرة والمدرسة.


    - تكوين مؤسسات ذات طابع اجتماعي تقدم النصح والمشورة
    والتثقيف اللازم للمحافظة على الأسرة، وتعليمها كيفية التعامل مع مشكلات الأبناء
    ومتطلباتهم.


    - اتخاذ كافة الوسائل لحل الأزمات الاقتصادية التي تواجهها
    الأسرة من خلال توفير فرص العمل وتأمين الدخل الكافي لسد احتياجات الأسرة،
    والتوزيع العادل للدخل القومي.


    - خلق مؤسسات ترعى شؤون الأطفال الذين فقدوا - لسبب أو
    لآخر- من يعولهم.


    - استصدار كافة التشريعات والنظم القانونية التي تمنع رفد
    ظاهرة التشرد بأفراد جدد، وتحميل الأسرة كافة مسؤولياتها تجاه الأبناء ومعاقبة
    الأبوين.







    ندرج موضوع التسول والتشرد في المجتمعات الانسانيه من معكوس الحياة البيئيه
    والعائليه وما يسمى مأوى للانسان منذ ظهور الانسان المعروف بالكهف والمغارة والشجره
    والخيمه والبيت الحجري الى المنزل الحالي والذي عرفهم الانسان كماجأ يقي جسده الى اتبار
    المنزل مرجعا اجتماعيا وقيمه شخصيه واعتباره مرجعا اجتماعيا بكل ما يحويه من رموز التاريخ
    وحاضر وتقاليد ومن هنا اكتسب المنزل معاينة الاسريه المتعاقبه واصبح شرف الانسان ومركزهرتبط
    بوجوده من عدمه كما توسع معناه ليشمل الانتماء العائلي وكل ذلك ينعكس على استقرار الجماعه
    وامن افرادها .

    ان مئات الاطفال الذين لا يبتسم لهم احد وما من مأوى لهم الا جوانب الشوارع والانهر
    والجسور مداخل الابنيه , حيث ان اكثر البلدان الناميه والتي تدعي التقدم تواجه هذه
    المشكله دون التصدي لها حيث يوفر الشارع لاطفاله صورة مجتمع دون الاندماج قيمه من خلال
    الوجود الغير مستقر . فان هؤلاء الاطفال لسيوا ضحايا ظواهر طبيعيه محليه كالزلازل والجفاف
    بل هم ضحايا حضاراتنا وانهم مراءة الحياة المدنيه الحديثه التي يعكسون طابعا بدقه مما
    يجعل مشكلتهم مشكله دائمه
    ان الاطفال الذين يعشيون على هذا النحو معرضون رئسيون للاستغلال الجنسي وصناعة الجنس
    ككل هي جزء لا يتجزا من مشكلة هؤلاء الاطفال كما ان بغاء الاطفال اصبح امرا عاديا مثل
    بغاء الفتيات وقد يبدو الفرق شاسعا بين هذه النمطيه للشارع وبين بيع الصحف اما في اعين
    ممارسيها الصغار فانها تكون مجرد وسيله للبقاء من بين وسائل اخرى خاصة للذين بعشيون
    دون رعاية اسريه وتاي الحروب ايضا بمختلف محتوياتها وتاثيراتها لتلعب دورا هاما في
    المساعده على ارتكاب المخالفات والجرائم .

    ان المساله التي رغبت ان اتوقف عندها والتي لا تقل اهمية عن اية قضية اخرى ظاهرة التسول
    للمعوقين والذين يظهرون اعاقتهم لاثارة الشفقة وجنى بعض المال بطريقة تسىء الى مفهوم
    الاعاقه والي هي نتيجة لمجموعة من العوامل المتصله بالبيئه الاجتماعيه وعلى مستوى تواجد
    المعوقين بالشارع او نتجية لعدم تحمل الاب المسوؤليه لان البيئه الماديه التي تعيش
    بها الاسره تزيد من تفاقم هذه العمليه فلمسكن الفقير لا يخلق التوترات فحسب بل يؤثر
    على المواقف وهنا يكون الشارع الملعب الحر لتشرد الاطفال الذي قد يؤدي بهم الى اللاعوده
    لمنازلهم ودخول عالم التشرد في الشواراع و ولاشك ان لبنان عرف اكثر معاني التشرد المنزلي
    اثناء حروبه الصغيرة والطويلة عندما اضطرت عائلات باكملها للنزوح من مكان الى اخر هائمة
    على وجهها في ليالي القصف والخطف والاحتلال والتدمير وان اهم ما افرزته حروب التهجير
    تلك اختلال في الاستقرار السكني ما لبث ان انعكس على سلوكيات الافراد حتى وصل ببعضهم
    الى الانحراف في البتفكير والتواصل المجتمعي وتهديد الاستقرار السلم الاهلي.
    لقد ظهرت الاحصاءات لدعوى الاحداث المنحرفين والتي صدرت احكام تنفيذ في معهد الاصلاح
    التابع لاتحاد جنمابة الاحداث في لبنان خلال عام 1993 مجموعة من الجرائم المتعدده منها
    سرقات ولوط - واغتصاب وتظهر تقديرات الامم المتحده ان اضغر الاطفال لم يبلغ الخمسة
    عشر من عمره كما ورغم غياب الاحصاءات الدقيقه ان الاحصاءات تظهر وجود ظاهرة التسول
    والتشرد للمعوقين وغير المعوقين فان ينعدم تواجدهم في القرى بنما يكثر في المدينه على
    مفارق الطرقات واشارات المرور والاسواق الشعبيه.
    ان عدم توفر حمايه كامله من ايجاد فرص عمل الى تامين الغذاء والسكن والتعليم والصحه
    والتي هي من مسؤولية الحكومات والغياب التام عن ايجاد الحلول المنطقيه ووضعها قيد النتفيذ
    وامام هذا الواقع فاننا مدعوعون كجمعييات وافراد وكمجموعات ضغط لاجراء وقائي سريع للحد
    من تفاقم هذه الظاهره كما ينبغي على السلطات المحليه والمدارس ان تكون اكثر اندماجا
    في المجتمع والاخذ يعين الاعتبار ايجاد برامج اجتماعيه لاخداث تغيرات في الممارسات
    وعلى الجميع ان يعترفوا ان هؤلاء الاطفال انمعوقين المتسولين ليست اعاقتهم سببا للتسول
    انما يكمن وراء تسولهم عدم وجود مبادرات اجتماعيه تعمل على زيادة التركيز بجهودها على
    الاسر الفقيره والضعيفه والتي تواجه بطاله مزمنه ومساعتها للتغلب على مشاكلها من خلال
    ايجاد فرص عمل متعدده.
    ان توفير بيئه اكثر انسنيه من شانه ان يسهل ثقافة للشارع تثير اهتمام ومشاركة الاطفال
    الذين يعشيون بالشواراع وعلى الحكومات ان تكون مظلة شرعية وحماية وتوفير تسهيلات عمل
    لاسرهم.













    <table class="MsoNormalTable" dir="rtl" style="width: 100%;" width="100%" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0">
    <tr style="">
    <td style="padding: 1.5pt;">
    رؤية
    نفسية اجتماعية
    د. شمس الدين زين العابدين
    ظاهرة التشرد ظاهرة توجد في جميع مدن
    العالم الكبرى. تقدر الأمم المتحدة اعداد الأطفال المشردين (ما دون الثامنة عشرة) بنحو 150 (مائة وخمسين) مليون طفل.
    مع ازدياد هذه الاعداد يوميا.
    60% من هؤلاء الاطفال يعملون ليعولوا اسرهم
    (تشرد جزئي) و40% لا مأوى لهم (تشرد كامل) جميع هؤلاء الاطفال يعيشون في
    ظروف حياتية صعبة جداً: منقطعون عن
    المدارس، ضحايا للعنف والاستغلال الجنسي، الاهمال، ويتعاطون
    المواد الطيارة (بنزين، سلسيون) والمخدرات وحقوقهم منتهكة..
    هؤلاء يسمون احياناً «اطفال المجتمع» وتسمية ظهرت
    مؤخراً: اطفال السوق.. لأنهم في التسمية الاولى من افرازات المجتمع.. وفي الثانية لارتيادهم الدائم
    وعيشهم في الاسواق..
    هاتان التسميتان اكثر انصافاً وليست
    لهما الانعكاسات السالبة كالتسمية المتعارف عليها ومتداولة وهي (الاطفال المشردون) والاسماء لها
    انعكاسات ودلالات وإيحاءات لمن يستخدمونها، وتشكل حالة ذهنية للفرد وبالتالي سلوكه نحو الظاهرة..
    في السودان ارتبطت ظاهرة التشرد بعوامل
    طبيعية احياناً (الجفاف والتصحر)، وعوامل انسانية من فعل الانسان تارة اخرى (الاحتراب، وعدم التنمية المتوازنة) بجانب العوامل الاخرى
    (عوامل جاذبة نحو المدن الكبرى، واخرى طاردة من مناطق النزوح) ومع وجود
    بنيات تحتية ضعيفة جداً، وسياسات
    تعليمية خرقاء طاردة من المدارس، اصبحت للظاهرة انعكاسات سالبة
    عديدة واستمرارية وازدياد لم تجد معها المداخلات الوقائية والعلاجية المحدودة من الدولة
    أو من منظمات المجتمع المدني والتي اصبحت الكثيرة منها تتاجر وتستثمر معاناة البشر،
    خاصة الاطفال،
    لاستقطاب دعم دولي يوظف رواتب واساطيل عربات، ومرافق في احياء راقية.. واذا ما تبقى شئ وظف في
    اعلام للاشادة بالبرامج الوهمية او البسيطة لاستقطاب مزيد من الدعم .. وما يصل
    للمنتفعين.. وفي هذه الحالة اطفال السوق.. قطرة في وعاء.. اشير في هذه المقالة لدراستين
    تمتا العام الماضي والعام قبل الماضي.. الدراسة الأخيرة في نوفمبر 2002م بتوجيه من
    وزارة الرعاية والتنمية الاجتماعية بالتعاون مع منظمة اليونسيف.. شملت الدراسة خمس ولايات بالسودان:
    شمال كردفان، غرب كردفان، جنوب
    دارفور، الجزيرة، النيل الابيض.. عدد الاطفال الذين تمت دراستهم
    4748طفلا ًدون الثامنة عشرة وفوق الخامسة.. (تشرد كامل وجزئي) نسبة البنات من هؤلاء
    15% واللائي في
    حالة تشرد كامل بلا مأوى 6%.
    الاسباب الرئيسية التي ادت لتشرد هؤلاء
    الاطفال كانت:
    1. الظروف المعيشية (الاقتصادية) الصعبة
    2. التفكك الأسري
    3. اهمال الوالدين
    4. الاحتراب
    5. التطلع لحياة المدينة
    6. الحرية بلا رقابة او قيود
    الدراسة الاولى قامت بها ست منظمات دولية!!
    من ابريل 2000م الى ابريل 2001م واشترك فيها 700،2 طفل مشرد في ولاية الخرطوم..
    قدرات الدراسة ان العدد الكلي
    للاطفال المشردين بالعاصمة نحو 000،34 (80% منهم نحو 2800يعملون
    بالاسواق مما يعرف بالتشرد الجزئي) والآخرون 000،6 نسبتهم 20% بتشرد كامل.
    اسباب التشرد في الدراستين واحدة.. وحالات
    هؤلاء الاطفال رديئة عموماً.. تتفاوت امراضهم بين امراض باطنية واخرى تناسلية.. بجانب مداومة تعاطي بعض
    المواد الضارة لدى نسبة مقدرة منهم
    خاصة الذين ينتمون (للشلة) وتلعب الشلة دوراً اساسياً في حياتهم
    وتكييف سلوكياتهم خاصة اولئك المتشردين تشرداً كاملاً.. تمثل الشلة لديهم ما افتقدوه
    بابتعادهم عن اسرهم.. ولها عليهم سيطرة كاملة تماماً.. لاهتمامها بكل فرد فيها
    ولرعايتها
    (لمصالحه) وتوظيفها لقدراته!!
    ان كان بعض طلاب الجامعات قد تركوا الدراسة
    لعدم تحملهم نفقات دراستهم، وبعض منهم فصلوا لعدم سداد المصروفات مما حدا
    بزملائهم التضامن
    معهم (هندسة جامعة الخرطوم العام الماضي) فلا غرو ان يكون سبب نسبة مقدرة من هؤلاء الاطفال
    المشردين قد تركوا المدرسة بسبب عجزهم واسرهم عن تحمل نفقاتها..
    عندما استطلعت الدراسة رغبات هؤلاء الاطفال
    عن المستقبل كانت
    كالآتي:
    من الذين تشردوا تشرداً كاملاً رغب 53% من
    الاولاد و57% من البنات في العودة للمدرسة ومن الذين تشردوا تشرداً جزئياً
    رغب 83% من الاولاد و77% من البنات
    العودة للمدرسة.
    هل بعد هذا هنالك حاجة لعقد ورش العمل واجراء
    المزيد من
    الدراسات يا وزراء التربية والتعليم الولائيين؟ وهل يعلم هؤلاء
    الاخوة الوزراء ان هنالك نسبة حمل بين البنات المشردات بلغت 9% عند اولئك المشردات كلياً
    و2% ممن في التشرد
    الجزئي؟ والمعلومات متوفرة عن الممارسات الاخرى الضارة والسالبة.
    من الاشراقات التي اذكرها أنه
    عندما اقامت الجمعية الافريقية الخيرية للامومة والطفولة دار البشائر بالحارة الاولى بالثورة في عام 85
    للاطفال المشردين التحق صغار السن
    منهم بالمدرسة الابتدائية بالحارة الاولى .. وفي نهاية الفترة
    الدراسية الاولى .. حصل بعض من هؤلاء الاطفال على تقديرات كاملة (قفلوا بعض المواد) في
    بعض العلوم!! لقد اظهر هؤلاء الاطفال قدرات ومهارات دراسية واجتماعية فائقة مما
    جعلهم يتفردون على اقرانهم.. هذه الخصائص المتميزة ان لم تجد رعاية وحماية ستوظف ضد
    المجتمع الذي تخلى عن واجبه نحوهم .. (كما تدين تدان).
    لعل المخرج من هذه الوهدة تسهيل بقاء هؤلاء
    الاطفال في المدارس.. بهذا نكون قد اعدنا اكثر من 80% منهم الى حركة المجتمع والى اسرهم التي تفتقدهم
    ويفتقدونها. ولا أحسب ان هذا يحتاج لمنظمات دولية أو اقليمية او محلية لانفاذه.. ولكن من يلتقط
    القفاز؟
    د. شمس الدين زين العابدين
    </td>
    </tr>
    </table>



















    أطفال
    ''شمكارا'' في الشوارع..تخلى عنهم الآباء والأمهات فالتقطتهم
    العصابات والمخدرات





    طفل
    الشارع، أو ما يصطلح عليه عند المغاربة بـ''الشمكار'' ولد كسائر الأطفال واختار له
    والداه أحسن الأسماء، غير أنه وجد نفسه في الشارع يتسول المارة ويتعرض للاستغلال
    الجنسي من قبل عصابات منظمة أو من لدن أشخاص شواذ، يأكل من فتات المقاهي، يأويه
    الشارع.


    أجساد
    ترقد ليلا على أوراق ''كارطونية'' في دروب المدينة القديمة أو بالقرب من المحطة
    الطرقية، تلتحف السماء وتتقي لسعات البرد أحيانا بلا انكماش في أكياس بلاستيكية.
    وجوه شاحبة تبدأ عملها نهارا بالتسول وأحيانا السرقة.


    «التجديد» استطلعت أحوال فئة من هذه
    الشريحة، فأفضوا بكل ما يثقل كواهلهم الصغيرة، وعبروا عما يموج في صدورهم من آلام،
    وتحدثوا عن أملهم في أن يأتي يوم يصبحون في نظر الناس بشرا لهم حقوق وعليهم
    واجبات. كما تحدث مهتمون بقضايا الطفولة عن هذه الظاهرة وعن أسبابها والحلول
    الكفيلة بإعادة البسمة لهؤلاء.





    أبي
    كان مدمنا على الخمر


    في
    العديد من أركان حديقة منتزه حسان بالرباط يقع بصرك على نساء ورجال يحتسون الخمر
    ويدخنون السجائر، ليسوا حمقى أو مجانين، يرتدون أحسن الثياب وتضع النساء منهم كل
    أنواع الزينة و''الماكياج'' على وجوههن، ومعهم طفل يسهر على خدمتهم ويجلب لهم ما
    يريدون من الدكان أو من الحانة، وما هي إلا برهة حتى حمل كيسا داخله قارورات فارغة
    للخمر وفي يده بعض النقود ثم غادر الحديقة. التقينا هذا الطفل وتحدث إلينا بعد أخذ
    ورد، جلبابه الأبيض وطاقيته المتسخة يدلان على وضعية مشؤومة عنوانها الحرمان
    والضياع، يقول رشيد (16 سنة) وعيناه محمرتان: «ليس لدي ما أقول، كل ما في الأمر
    أنني أعيش في الشارع والسلام، وأتعاطى للتدخين وشم ''السليسيون''، وأشرب الخمر
    أحيانا إذا جاد علي بها أولئك الجالسون، في إشارة للمجموعات التي تشرب الخمر
    جهارا»، وبعد لحظة قطع حديثنا شاب في
    الثلاثين من المجموعة التي يسهر الطفل على خدمتها، فانتزع من يده الكيس
    ''البلاستيكي'' بطريقة انفعالية، فتبع الطفل الشاب يستعطفه للقيام بالخدمة فرفض،
    فعاد الطفل للحديث إلينا قائلا: ''أنا ما قاريش''، ثم تابع كلامه وهو ينظر في جميع
    الاتجاهات بنبرة حادة: «أبي كان مدمنا على الخمر، وكان يضربني ويضرب أمي، فسئمت
    العيش في بيتنا، فأرشدني أحد الأصدقاء إلى أن أؤنسه في العيش في الشارع، بعد أن
    طلق أبي أمي، فذهبت أمي للعيش مع جدتي ولا أدري أين ذهب أبي ولا أين يعيش»، يتم
    رشيد حديثه وهو يتأسف على وضعه محملا الأسرة والمجتمع المسؤولية، قائلا: «ما ذنبي
    أنا؟ لما كبرت وجدت أبي يعيش رفقة أمي في مشاكل عديدة، وأنا الآن أبيع السجائر
    بالتقسيط وأحيانا أضطر للتسول إن لم أجد ما أسد به رمق الجوع، وأزور أمي بين
    الفينة والأخرى».


    غادرنا
    رشيد دون الإجابة على باقي أسئلتنا، ربما لأنه تعب من تقليب مواجعه وتحريك جرحه
    الغائر، أو ربما لأنه نقم علينا لأننا فوتنا عليه فرصة الفوز ببعض الدريهمات مقابل
    جلب قارورات خمر لجلسائه.





    آمل في العودة


    استلقى
    مراد (15 سنة) على ظهره في الغابة الصغيرة المجاورة للمحطة الطرقية لمدينة الرباط،
    يمد يده إلى قارورة ربطها بخيط في سرواله بها مادة ''الدوليو'' (سائل يستعمل في
    خلط مواد الصباغة) ويبلل قطعة ثوب فيضعها على أنفه، اقتربنا منه وهو في وضعية
    تقشعر لها الأبدان: رائحة كريهة وحذاء من البلاستيك وجوارب متسخة، كثير الحركة، لا
    ينفك عن حك وجهه ورأسه الأصلع، نظراته تعلن عن عدم الرضا على وضعه.


    مراد
    يقول إنه لا ينتمي لأسرة متفككة، فأبوه الإسكافي لا يعرف سوى العمل والمسجد
    والبيت، غير أن الرفقة السيئة هي التي رمته إلى أحضان الشارع. «أقطن بمدينة سلا،
    يقول مراد بلسان ملتو ينبئ عن درجة ''الدوخة'' التي وصل إليها، وتعرفت على أحد
    الأطفال الذي استدرجني لشم ''الدوليو'' ولم أستطع المكوث في بيتنا لأن أمي بدأت
    تضربني، مما دفعني إلى مغادرة البيت، وأزور بيتنا كل أربع أو خمسة أشهر» وعن
    مستواه الدراسي يقول مراد، : «غادرت المدرسة منذ المستوى الابتدائي الأول»، ثم
    سرعان ما حملق بعينيه عاليا، ممتنعا عن الكلام لبضع ثوان، ثم استأنف: «في رأيك
    ماذا أعمل؟ هل أتوجه إلى الجمعية؟ سبق أن ذهبت إلى إحدى الجمعيات بحي ''أكدال''
    ووجدت مقرها مغلقا، وآمل أن يأتي يوم أجد من ينتشلني من هذا الواقع».


    مراد
    يقتات من فتات بعض المقاهي التي اعتاد على زيارتها رفقة بعض زملائه، ونحن نتحدث
    إليه، أخذ أحد المارة ـ الذي يبدو أنه يعرفه ـ يلقي اللوم عليه لكونه لا ينصت إلى
    نصائح الناس ولا يريد أن يكون مثل أقرانه، آمرا إياه أن يمعن النظر في حال سائر الأطفال ليعرف مستوى عيشهم وكيف أنهم
    يرتدون ملابس نظيفة ويتوجهون صباح مساء إلى المؤسسات التعليمية.





    متشرد
    عابر للمدن


    بجانب
    سور المدينة القديمة بالرباط وعلى بعد بضعة أمتار من مكان تفوح منه رائحة البول النتنة، يجلس محمد إلى
    جانب نور الدين ومصطفى، جمعتهم الأقدار في الشارع دون سابق معرفة، يتقاسمون مصيرا
    واحدا، جلهم هرب من مراكز حماية الطفولة أو من إحدى الجمعيات، محمد يبلغ من العمر
    22 سنة، رحب بالحديث إلينا طالبا منا أن نتفهم وضعيته المزرية، فهو ''براني'' قادم
    من مدينة أخرى، عاش حوالي اثنى عشر سنة من حياة التشرد مرورا بطنجة ومكناس وفاس وانتهاء
    بالعاصمة، محمد سبق أن أدين بست سنوات وتم إيداعه في مركز للطفولة بطنجة أمضى منها
    سنتين فقط ليفر منه بعدما سئم العيش وسط الجدران، فهو ألف الخروج وكره العيش في جو
    منظم ومنظبط.


    بدأ حياة التشرد بعد بلوغه سن العاشرة من
    عمره، حيث ذهب لمدينة طنجة، وعاد إلى تازة حيث تقطن أسرته، غير أنه وقع شجار بينه
    وبين أبيه وأخته انتهى بالحكم عليهم جميعا بشهر موقوف التنفيذ، ليرحل مجددا في
    اتجاه مدينة فاس ليعانق حياة الشارع من جديد، يفترش الأرض ويلتحف السماء ويشم
    ''الدليو'' ويتسول، يقول محمد والأسى يعلو محياه: «من السهل أن لا أتعاطى شم
    ''الدليو''، ولكن ألجأ إليه ليمدني بالحرارة اتقاء للبرد في الليل، ويساعدني على
    مد يدي للمارة لأنني أستحيي من الناس»، حلم محمد هو أن يتمتع ببطاقة التعريف
    الوطنية بعد أن ضاعت منه، لأنه كلما قصد أحد للعمل لا يثق فيه، يحمل محمد مسؤولية
    وضعه لأبيه قائلا: «أبي هو سبب واقعي، كان
    دائم الشجار معنا ولا عمل له سوى شرب الخمر حتى الثمالة وابتزاز أختي التي تعمل».


    منع
    الحياء محمد من البوح من بعض إساءات أبيه له، فاكتفى بقوله: «أنا أستحيي أن أقول
    لك بعض تصرفات أبي، كما أستحيي أن أحكي لك عن بعض الإساءات التي تعرضت لها خلال
    إقامتي بالشارع».





    نحن
    أيضا بشر


    تعلو
    وجه نور الدين ابتسامة مصطنعة، لا يتحدث إلينا إلا وهو ينظر إلى أسفل، بوجهه آثار
    جروح، أخطرها خط بوجنته رسمه له أحد أصدقائه بشفرة حلاقة بعد أن تخاصما حول اقتسام
    بعض الدراهم التي منحتها إياهم إحدى النساء، تعلو رأسه كدمات تركها آثار حجر هوى
    به عليه أحد رفاق الليل، قصة هذا الطفل،
    البالغ اثني عشر سنة، شبيهة بقصص محمد ورشيد من حيث انفصال والديه وتعاطي أبيه شرب
    الخمر والعربدة، لكنه يزور أهله كثيرا، حسب قوله، بينما قاطعه أحد رفاقه متهما
    إياه بالكذب وإخفاء الحقيقة وأنه لا يزور عائلته إلا نادرا رغم أن هذه الأخيرة
    تقطن بمدينة سلا، وبينما نحن في حديث إلى نور الدين قاطعنا مصطفى بعد أن أخفى
    قارورة ''الدليو'' تحت قميصه بأمر من محمد، فقال بفرح غير عادي «أنا أسكن بحي
    الانبعاث بسلا، وأنا الآن في الشارع»، ملامح مصطفى، البالغ من العمر عشر سنوات، لا
    يبدو عليها ''التشرد''، فهو لم يرد الحديث عن واقعه، واكتفى بالضحك تارة وبالنظر
    إلى رفاقه تارة أخرى، فاكتفى بقوله: «لي أخ في الخيرية».


    الحديث
    إلى هؤلاء الأطفال يطبعه التساؤل ووضع علامات التعجب والاستفهام من المارة، ليس
    لأنهم لم يسبق لهم أن رأوا ''الشمكارا''، ولكن لأن المتحدث إلى هؤلاء ليس من
    رفاقهم، نظراتهم المزدرئة والمستخفة من البعض ضايقت هؤلاء الأطفال لدرجة أن أحدهم
    قال: «نحن أيضا بشر لماذا هذه النظرات الغريبة».


    كثير
    هم الأطفال الذين التقيناهم قصصهم متشابهة وأحيانا متطابقة، كما أن الظاهرة لا
    تقتصر على الذكور دون الإناث، لقد صادفنا طفلتين من هذه الشريحة بمدينة مكناس، غير
    أنه بمجرد ما اقتربنا منهما أطلقتا ساقيهما للريح، فقال عنهما حارس إحدى العمارات
    «إنهما تدخنان وتشمان ''السيليسيون''، ويقال إنهما دون عائلة».





    معاناة
    أم ''شمكار"


    ترك
    مروان الدراسة منذ بلوغه سن العاشرة، تبحث عنه أمه صباح مساء في الحدائق، بعدما
    علمت أن ابنها أصبح يلجأ إلى شم ''السيليسيون''، وما أن تجد حفيظة ابنها حتى تنهال
    عليه بكل أنواع الضرب المبرح والشتم، تقول وهي تتنهد: «إنه شَبَه أبيه الذي كان
    سكيرا بامتياز، حتى مات في الشارع وهو مخمور»، حفيظة تعاني من انحراف الذرية التي
    خلفت، فالابن الأكبر يدخن ويشرب الخمر وبنتاها تتعاطيان البغاء، فيما تظل تراقب
    الابن الأصغر وتبحث عنه من مكان إلى مكان، ثم أضافت وهي مستاءة: «ظننت أن معاناتي
    ستنتهي بعد وفاة زوجي، غير أنها أن العدوى انتقلت إلى ذريته وكتبت علي المعاناة
    طيلة حياتي».


    مروان يتعاطى أنواع المخدرات، وأحيانا يبيت خارج
    البيت، وتخشى أمه أن يتعرض للاستغلال الجنسي في ظل واقع أصبح فيه الخوف من
    الاغتصاب مقسما بين الأبناء والبنات على حد سواء، بعدما كان مقتصر على الفتيات،
    كما قالت حفيظة.


    يحكي
    مروان عن سبب انحرافه: «ذات يوم ضربني أبي وكان يتشاجر مع أمي، وطردنا خارج البيت
    ليلا وذهبنا عند الجيران، فضربني ابنهم، فخرجت دون علم أمي بعد نومها، وذهبت إلى
    إحدى الحدائق فوجدت رجلين يشربان الخمر فجلست معهما، فقدما لي شيئا منها فأخذتها
    خوفا منهما، وبعد عودتي صباحا ضربتني أمي، فهربت خارج البيت ولجأت إلى المكان نفسه
    وهكذا بدأت رحلة شرب الخمر وشم ''السيليسيون".





    وفيهم
    أيضا ''العروسة"


    بمجرد
    ما تسأل الأطفال المشردين عن مدى تعرضهم للاستغلال الجنسي يكون النفي هو أول جواب،
    ومن الصعب أن يبوحوا بذلك في لقاء لا يتعدى بضع ساعات، غير أن فوزية لحليمي، مساعدة اجتماعية
    بجمعية ''بيتي'' المهتمة بأطفال الشوارع بمكناس، صرحت لـ''التجديد'': «أن 90
    بالمائة من الأطفال الذين تستقبلهم الجمعية تعرضوا للاستغلال الجنسي من قبل من
    يسمون رؤساء المجموعة، وهم مشردون يسيرون أطفال الشوارع، ويتكلفون بطهي الطعام
    لهم»، وتسترسل حليمة في وصف الطريقة التي ينظم بها المشردون أنفسهم: «إنهم أشخاص
    يعيشون في أماكن مهجورة أو في غابات، فيقوم الرؤساء بإرسال الأطفال قصد التسول أو
    السرقة، وعند العودة ليلا تبدأ عملية ممارسة الجنس بينهم، وقد تصل عقوبة الطفل
    المشرد الذي لم يأت بالمبلغ المتفق عليه أو الذي لم يطع رئيس المجموعة إلى إصدار
    حكم عليه يقضي بممارسة الجنس عليه بشكل جماعي»، ولا تقتصر ممارسة الجنس على طفل
    الشارع من قبل زملائه، بل هناك أشخاص موظفون يقومون بذلك وملفاتهم مطروحة أمام
    المحاكم.


    وفي
    قاموس هذه الفئة، فإن الطفل حديث عهد بالشارع يطلق عليه اسم ''العروسة''، كدليل
    على حداثة عهده بالاغتصاب، كما حكت ذلك المساعدة الاجتماعية، كما أن هناك أطفالا
    يتقاضون مبلغ عشرة دراهم أو يستفيدون من المبيت في مكان يقيهم حر البرد مقابل
    استغلالهم جنسيا حسب الحالات التي عاينتها حليمة عن قرب.





    أسباب
    ودوافع


    تتعدد
    الدوافع التي تؤدي إلى عيش الطفل خارج الشارع، فوزية لحليمي من خلال تجربتها التي
    تؤدي إلى ازدياد الظاهرة تكمن في: «انفصال أسرهم أو تعاطي آبائهم المخدرات والخمر،
    أو تعاطي الأمهات الدعارة أو عنف الآباء ضد الأطفال، إضافة إلى الممارسة الجنسية
    للآباء أو الإخوة على الأطفال»، والسبب الأخير يجعل الجمعية في حيرة من أمرها حسب
    فوزية، فينبغي تربية الأب أولا أو الأخ ليجد الطفل المشرد مكانا آمنا للعيش، كما
    أن الفقر من بين العوامل، تضيف فوزية: «هناك من الأطفال من يقول إن الشارع بالنسبة
    له فندق خمسة نجوم، ولما نقوم بمعاينة ميدانية لمسكنه نجد كلامه صحيحا، إذ نجد
    أسرة بكاملها تعيش في غرفة واحدة وفي ظروف مأساوية».


    ويقول
    سعيد بورحي، المسؤول الوطني لجمعية الرسالة للتربية والتخييم : «إذا محصنا الأسباب
    المؤدية لظاهرة التشرد نجد التفكك الأسري بشكل واضح أو عيش الطفل مع زوج أمه أو
    زوجة والده، إضافة إلى استعمال الآباء العنف مع أبنائهم ويضطر الأطفال إلى الخروج
    إلى الشوارع».





    مقتضيات
    قانونية متآكلة


    ترى
    الأستاذة فوزية الحريكة، محامية، أن طفل الشارع هو طفل متسول أو بدون عائلة أو
    اسم، ويعامل طفل الشارع على أنه مجرم، وهذه ظاهرة غير صحية لأن ظروفه الاقتصادية
    والاجتماعية دفعته لذلك، وبخصوص اهتمام القانون المغربي بهذه الشريحة تقول
    المحامية: «الفصل 626 من القانون الجنائي يعاقب الطفل المشرد الذي يعثر عليه وهو
    يتسول لأن ليس له عمل قار، ولكن كيف نشغله والقانون يعاقب على تشغيله»، وتضيف أن
    «من يقل سنه عن اثني عشر سنة فالفصل 516 من القانون الجنائي لا يطبق فيه النص
    الحرفي، ولكن تطبق عليه تدابير الحماية الجنائية، ويتم تسليمه بشرط احترام بعض
    الإجراءات، وفي حالة عدم وجود الوالدين فإنه يحال على مقر الأحداث».


    وتتأسف
    فوزية على اضمحلال بعض الحلول المستمدة من التراث من قبيل ''أبناء السبيل''، حيث
    كانت المساجد تأوي وتطعم مثل هؤلاء.


    ويرى
    شوقي بنيوب، مستشار قانوني بالمرصد المغربي لحقوق الطفل، أن ظاهرة تشرد الأطفال
    موضوع مؤلم، فضلا عن كونها إشكالية تواجه المتدخلين ولا يمكن الصمت عنها إطلاقا،
    وأضاف أن معاجتها من جانب حقوق الطفل والمعايير الدولية تندرج ضمن ظاهرة إساءة
    معاملة الأطفال واستغلالهم، ويضيف المتحدث نفسه أنه: «لا يمكن أن ننتظر على
    الإطلاق من الطفل الذي يوجد في الشارع أن يكون رحيما على نفسه ومحيطه وعائلته، يجب
    أن نتوقع ونقول ذلك بكل مسؤولية ونزاهة إن جزء من العصابات تأسست من حيث سلوكها
    الإجرامي داخل الشارع».


    وعن المقاربة الأمنية للظاهرة يقول بنيوب:
    «لا يتعلق الأمر بمقاربة قانونية فالقانون الجنائي المغربي في هذا الجانب يعاقب
    على التسول، وهي مقتضيات متآكلة ومتخلفة تعود إلى أكثر من أربعين سنة، وأعتبر أن
    معالجة ظاهرة أطفال الشوارع تندرج ضمن مقاربة حماية الأطفال ضحايا سوء المعاملة
    والاستغلال».





    نحو الحل


    ظاهرة
    التشرد تحتاج إلى حلول كفيلة بإعادة البسمة لأطفال حرموا من التمتع بحياة كريمة
    مثل أقرانهم، وتتنوع الحلول التي يطرحها مهتمون بقضايا الطفولة. يقول الأستاذ شوقي بنيوب، عضو المجلس
    الاستشاري لحقوق الإنسان: «أغلب أطفال الشوارع لهم أسر، لذلك يجب التوجه إلى إعادة
    إدماجهم داخل أسرهم، ثم إن جزءا منهم ضحايا الفراغ القاتل وانعدام المجالات التي
    تستقبلهم حتى لا ينحرفوا كليا، من هنا فإن المسؤولية الجسيمة ملقاة على مؤسسات
    الشعب، وفي مقدماتها الجماعات، ولا يمكن أن نتصور على الإطلاق جماعة محلية لا تخلق
    فضاءات لهؤلاء الأطفال وغيرهم»، ويضيف المتحدث نفسه: «إن فكرة وضع مؤسسات خاصة
    ينقل إليها أطفال الشوارع بين لبفينة والأخرى أدت إلى فشل ذريع لأنها عملية اعتقال
    غير رسمية وغير معلنة، وبالمقابل، فإن مؤسسات جمعوية تشتغل في هذا المجال مثل مركز
    ''بيتي'' الذي قدم تجربة مهمة في هذا الجانب، وينبغي اعتبار هذا المركز مرجعا
    لدراسة الظاهرة وتقديم الحلول الكفيلة بعلاجها».


    ويقول سعيد بورحي: «محافظة الأسرة على
    تماسكها وتشبعها بالقيم الإسلامية من بين الحلول، وتجد العائلة الكبيرة تتدخل في
    الأسرة الصغيرة لحل المشكل عند وجود ظلم للطفل أو الطفلة»، ويضيف بورحي: «أن
    القطاعات الحكومية والجمعيات ذات الإمكانيات يبقى تدخلها هزيلا في الموضوع، وأنها
    مطالبة للقضاء على هذه الظاهرة».


    وترى
    فوزية الحريكة، من جهتها، أن «طفل الشارع هو طفل ينتمي لهذا البلد، وظاهرة انحراف
    الأطفال هي ظاهرة عالمية لم تنج منها أي دولة رغم اختلاف أنظمتها الاقتصادية
    والسياسية والعقائدية، وأنه مطلوب أن ننفتح بشكل أكبر لإيجاد الآليات لمعالجة الظاهرة،
    وتظافر الجهود الإشعاعية والمؤسسات المنتخبة ووسائل الإعلام وغيرها، لأن أطفال
    الشوارع هم جزء من هذا الشعب ونبقى مسؤولين، سواء رسميا أو بشكل غير رسمي كمواطنين
    مغاربة، وحان الوقت لتتحرك ضمائرنا، لا يمكن أن نطمح لما هو أكبر وأطفالنا في
    الشوارع».


    ولإدماج
    طفل الشارع، فذلك يتطلب جهودا كبيرة وتعاونا من قبل الجميع، هذه العملية، حسب
    فوزية لحليمي، تنقسم إلى قسمين: الاندماج العائلي، أي إعادة الطفل إلى أسرته
    والعمل على إدماجه فيها، ويتم تحقيق ذلك بنسبة 90 بالمائة في حين أن اندماجه في
    المجتمع يصل إلى 65 بالمائة حسب التجربة الميدانية للمساعدة الاجتماعية، وذلك عبر
    تكوين يخضع له الطفل، مثلا في جمعية بيتي، لمدة سنتين عبر تكوين يخضعون له وتنظيم
    ورشات عديدة تساعدهم على الاندماج. وللمساعدة في قضية الاندماج ترى فوزية أنه
    ينبغي إعادة النظر في الاكتظاظ التي تعرفه المدرسة، فعندما تقوم الجمعية بتسجيل
    أحد الأطفال بالمدرسة، فإنها تصطدم بقسم يضم أربعين أو خمسين تلميذ يصعب فيها على
    المدرس أن يتقن عمله فيضيع الطفل المشرد حينها.»

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت مايو 18, 2024 9:47 pm